وكالة مهر للأنباء _ ان انتصار الثورة الإسلامية في إيران هو الذي أطلق الصحوة الإسلامية في المنطقة، وهو الذي أعطى دفعة قوية لصعود الإسلام في فلسطين خاصة، فالمسلمون المستضعفون وجدوا في انتصار الثورة الإسلامية ملاذاً وملجأً وأملاً، حررهم من الإحباط واليأس". بهذا الكلام عبّر مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي عن التلاحم العميق بين الحركة والجlهورية الإسلامية التي نعيش اليوم ذكرى انتصارها على يد الامام روح الله الخميني(رض). وقد ورثت الجمهورية الاسلامية من الامام ارتباطها بالقضية الفلسطينية، حيث يقول الامام السيد علي الخامنئي بدوره "أنّ قضيّة فلسطين أهمّ قضايا العالم الإسلاميّ، وما من قضيّة دوليّة في العالم الإسلاميّ تفوقها أهميّة.
وعن العلاقة بين الجمهورية الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي، يتحدّث ممثل الحركة في طهران ناصر أبو شريف في مقابلة خاصة مع موقع "الخنادق".
** بدأت العلاقة قبل انتصار الثورة!
يقول أبو شريف إن العلاقة بدأت قبل مرحلة انتصار الثورة الإسلامية، وكانت علاقة الفكرة الى جانب الفكرة، فكر الثورة الإسلامية وفكر حركة الجهاد الإسلامي، وثورة الى جانب ثورة، وقد برز ذلك في كُتيّب الشهيد الدكتور الشقاقي بعنوان "الامام الخميني: الحل الإسلامي والبديل"، كتبه قبل انتصار الثورة ونُشر بعدها. واستمرت هذه العلاقة بدون انحراف، والثورة الإسلامية لن تنحرف يوماً عن محور فلسطين، والعلاقة قائمة وتتوطّد يوماً بعد يوم.
** لقاء الشقاقي والامام الخميني
إن فكر حركة الجهاد الإسلامي الذي بدأ في مصر حيث تواجد الشهيد الشقاقي مع مجموعة من الطلبة ثمّ انتقلت واقتصر عملها داخل فلسطين المحتلة عند انطلاقتها عام 1987، ومع إبعاد الشقاقي وقيادة الحركة الى لبنان عام 1988 زار الشهيد الشقاقي الجمهورية الإسلامية حيث التقى لأول مرة بالإمام الخميني وكانت المواضيع المطروحة في الحوار بينهما هي القضية والوضع الفلسطيني وكذلك الثورة الإسلامية وعلاقتها بفلسطين، يتابع أبو شريف.
** علاقة أخوّة بين الجمهورية و"الجهاد الإسلامي"
أما من ناحية العلاقة على مستوى القيادة الإيرانية وقيادة "الجهاد الإسلامي"، فيؤكد أبو شريف أنها علاقة أخوّة وليست علاقة الماديات أو المنفعة، بل ترتبط بفكرة الثورة الإسلامية وفكرة مواجهة كيان الاحتلال، وحتى في زيارات الحركة للإمام السيد علي الخامنئي يصف أبو شريف اللقاء بالوديّ وفي جو من المحبة التي تعزّز من طاقة قيادة الحركة لما يقدّمه الامام الخامنئي من حب وتقدير. وظلّت العلاقة ضمن هذا الإطار، وهي أرقى أنواع العلاقات التي تشكّل اليوم جبهة واحدة ومحوراً للمقاومة.
** التنسيق السياسي: ولاء إيماني
على المستوى التنسيق السياسي، يشرح أبو شريف أن هناك فرق شاسع لا يقارن بين الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة التي تفرض عليهم أجنداتها وتديرهم حسب مصالحها وأهوائها، وبين الجمهورية الإسلامية وحلفائها حيث يؤكد أبو شريف ان إيران تتعامل على المستوى القيادي والواعي من منطق الأخوّة فلا تكون حركات المقاومة "أذرع" الجمهورية بقدر ما يوجد من ولاء إيماني من منطلق الآية القرآنية الكريمة " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض". والحركة تستمع من باب التشاور لتوجيهات ونصائح الإمام الخامنئي الذي يرى ان القضية الفلسطينية قضية لا تخضع لأي حساب سياسي ولا يمكن التنازل عنها وهي المُحدّد وليس مجرّد قضية من القضايا التي تتعامل معها الجمهورية يومياً.
كما أن "للجهاد الإسلامي" علاقات واسعة مع حرس الثورة الإسلامية وقوة القدس نظراً لمسؤوليتها الخارجية، ويتحدّث أبو شريف عن لقاءات دائمة كانت سابقاً مع قائد القوة الشهيد قاسم سليماني للاطلاع على المستجدات ومتابعة كل أمور القضية، وتستمر مع القائد الحالي إسماعيل قاآني لدراسة الأمور الخاصة للحركة والعامة بشأن الأوضاع. ويقول أبو شريف أن القائد قآاني لطالما عبّر عن التزامه بالقضية الفلسطينية بكل همّة واقتدار ونظم أمر واللقاءات معه تجري في كل فرصة متاحة دون أي عوائق، والأشهر الماضية حملت العديد من اللقاءات بينه وبين قيادة الحركة سواء في إيران أو خارجها.
ويؤكد أبو شريف أن كل مؤسسات وأجهزة الجمهورية الاسلامية تحاول أن تقدّم كل ما تستطيع من أجل دعم حركات المقاومة وتقديم إمكانيات لصمود الشعب الفلسطيني، المؤسسات الصحية والمدنية وحتى الشرطة، الكل في الجمهورية يعبّر عن دعم القضية الفلسطينية وهذا تلمسه قيادة الحركة خلال زياراتها الى طهران.
** الجمهورية الإسلامية: الدولة الوحيدة الداعمة لفلسطين
وتبقى الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الملاذ الفعلي لكُلّ المقاوم ومسلم ولكل المناهضين لهذا الكيان في العالم، هي الدولة الوحيدة التي تقف مع الحق الفلسطيني بشكل كامل وتساند حركات وفصائل المقاومة، كما الدولة الوحيدة التي واجهت المشروع الأمريكي – الإسرائيلي بقوة واقتدار، في زمن يتلاشى فيه المشروع العربي، منذ توقيع اتفاقية "كامب دايفيد" بين الكيان الإسرائيلي ومصر عام 1979 وبدأت دول المحيط أيضاً بالتطبيع - ولو من تحت الطاولة في البداية لتصير علانية في هذه الأيام، يختم أبو شريف حديثه.
/انتهى/
تعليقك